17 يونيو 2011

17- ميعاد مع الموت،، من مذكراتي!!

:
:

ده البوست الــــ 17
في حملة التدوين اليومي،،!
ميعاد مع الموت،، من مذكراتي!!
صفحتان،، من دفتر مذكراتي الشخصية!




17-9-2003،،،،،
الأربعاء،، الساعة 9.30 مساءا،،!


- عندي ميعاد بكره،، وعايزة ألبس البنطلون الأبيض، بس السحابة بتاعته بايظة!!،، هاضطر أنزل للخياطة وهي أصلا ست تقيلة على قلبي،، بس هاعمل إيه مضطرة!،، كلمت دعاء جارتنا اللي تحتنا عشان تيجي معايا،، وطبعاً لازم استحمل غلاستها وهي بتتريق عليا زي كل مرة عشان مش راضية أعدي سكة القطار!،، الخياطة ساكنة في منطقة قصاد منطقتنا بيفصلنا عنها شريط سكة حديد،، لو عديته اوصل لها خلال 5 دقايق،، لو ركبت تاكسي أنا وحظي وحسب الطريق،، بس في الغالب 10 دقايق منيمم!!،، وكان لازم استحمل نظرات السواق ليا عشان على رجلي نقش الحنة،، وغلاسة دعاء اللي ما بتبطلش تريقة لحد ما ننزل!!!!

- خلصت البنطلون الساعة داخلة على 11،، وواقفين مستنين تاكسي،، الطريق واقف وبابا عمال يرن عشان التأخير،، ودعاء جنبي عمالة تزن (يلا يا بنتي نعدي،، لسه بدري عشان الطريق يفتح ونركب،، دي هي دقيقة!!)،، مع الزن والرن والزحمة،، وافقت غصب عني، وكانت أول مرة في حياتي،،!،، شريط السكة الحديد بين سورين،، فيهم كل 50م فاتحة للناس تعدي،، وأول ما دخلت الفاتحة حسيت بخوف،،، خنقة،،، الدنيا ضلمة بس القضبان بيلمع!!!،، جسمي قشعر وحسيت إن شعر راسي وقف من جدوره!!،، مشيت عشان أعدي،، بقيت بين شريط القطار بالظبط،، قضبان قصادي وقضبان ورايا،،، وفجأة،، بدأت أسمع أصوت كتير،، مرة دعاء ورايا بتصرخ (أنتي غبية القطار يا رحاب!!!)،، ومرة ست واقفة قصادي بتصوت (حرام عليكي شبابك يا مجنونة!!)،، وأصوات تانية كتير مش عارفة أمييزها،، بس كلها صريخ!!،، وفي ثانية كل الأصوات أختفت وبقى فيه صوت واحد هو سيد الموقف (تن،، تن،،، تن،، تن!!) كان صوت إنذار المزلقان إن فيه قطار داخل!!،، الصوت ده كان موجود من الأول بس لسه عقلي مستوعبه حالاً ومترجمه!!!

- بصيت على شمالي لاقيت لاقطة حفظتها من الأفلام،، الكاميرا بتدخل كلوز على القطار،، بيكون وشه واخد الكادر كله،، وبعدين صوته يعلي والبطلة،،،، تــموت!!!،،، كان زي الوحش اللي بيفتح بوقه عشان يفترسني!!،، كانت ثواني قليلة اللي هايقطع فيها يمكن 10 متر يمكن أكتر يمكن أقل،، ويبقى فوقي أو أنا تحته،،، معرفش!!،،، كل اللي كان مسيطر على كياني وقتها (يا أموت يا أعيش،، لكن مستحيل أعيش ميتة طول عمري بسبب عجز من القطار!!)،، حاولت أحرك رجلي ما تحركتش!!،، مافيش حاجة قفلة عليها زي الأفلام،، بس ما تحركتش!!،، آخر مشهد فكراه كان للست اللي واقفة قصادي،، وهي بتخبي وش الطفل اللي معاها فــ خمارها،، وبتغمض عينيها!!،، وقتها أيقنت إن خلاص كده،، فغمضت عيني أنا كمان،،،،!!!!

- سمعت صوت القطار عالي قوي،، كده أكيد مشهد النهاية خلاص!!،، كمان شعري اللي كان ملموم لورا جه كله على وشي،، بس أنا ماموتش قبل كده،، عشان أعرف الميت بيحس بشعره ولا لاء،، أو بيحس بالآلم بعد ما قطار يمشي فوقه ولا لاء،، طيب هو الميت ممكن يفتح عينه؟؟!!،، عايزة أفتح بس خايفة،، خايفة أفتحها ما تفتحش،، خايفة معرفش أفتحها أصلا،، وأبقى موت!!،، بس فتحت لاقتني الناحية التانية!!،، معرفش أزاي،، ولا أي حد يعرف،، لأن لحظة ما الموت بعدني عن طريقه،، كان الكل مغمض عينه!!!

27-1-2009،،،،
الثلاثاء،،، الساعة 10.30 مساءاً،،!


- بكره لازم أسافر القاهرة -دار الحكمة- عشان ورشة العمل،، بنجهز مجموعاتنا لسفر غــزة،، لسه في دعوات كتير ما وصلتش للناس،، لازم توصل كلها النهاردة!!،،، قاعدة في المكتب لوحدي كلهم في القاهرة،، بيجهزوا هناك،،،،، أوووف يـــــاه أخيراً خلصت كل اللي ورايا،،!

- الساعة داخلة على 11،، واقفة قصاد الشغل باخد تاكسي،، شاورت،، وقف،، قولت راحة فين،، وافق،، ركبت،،،، أول ما دخلت التاكسي حسيت بخوف فظيع،، خنقة وضيق في النفس،، كنت سامعة دقات قلبي رغم إن صوت كاسيت التاكسي عالي جداً،، ضربت بأيدي على كرسي السواق وزعقت بعصبية وتوتر (عايزة أنزل!!!)،، الراجل أتخض وقفل الكاسيت،، وبص ليا بأستغراب شديد،، وقف التاكسي وقالي (ماكنتي تقولي يا أبلة إنك راحة رزق*،، ومكسلة تمشي الكام خطوة دول!)،، رميت الفلوس له ونزلت!!!

- لما نزلت كنت حاسة إني بتنفس لأول مرة في حياتي،، الهوا،، الشارع،، الدوشة،، كل حاجة كأني أول مرة أشوفها!!!،، لاقيت تاكسي،، شاروت وركبت،، كان بيمون من بنزينة جنب الشغل عندي،، وشاف اللي حصل وطبعـًا كمصري أصيل سأل بشغف (هو ضايقك في حاجة يا أنسة،، ده أنتي ما كملتيش دقيقة!!)،، رديت عليه (خالص!!،، بس أنا أول ما ركبت التاكسي،، حسيت إن روحي بتتاخد مني،، فنزلت!!، وبعدين أصــ)،، قطعت كلامي،، فتحت بوقي،، السواق برق،، وتقريبا قطع النفس!!!!،، التاكسي اللي نزلت منه دخلت فيه مقطورة،، والشباك اللي كنت قاعدة جانبه،، أتعجن في شباك الناحية التانية!!!!،، بيتنا له طريقين من المكان ده،، وكل تاكسي منهم أخد طريق،، اللي نزلت منه كان عنده ميعاد مع الموت!!،، واللي ركبته كان لسه له مكان على طريق الحيـــاة!!!

______________

* رزق:
مطعم فول مشهور بمدينتي الزقازيق،،
بينه وبين شغلي -اللي فــ الوقت ده-،، أقل من 50 متر!

:


هناك 18 تعليقًا:

  1. سبحان الله ، عارفة الموت قريب قوي قوي مننا .. بس كل واحد له ميعاده " لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " عموما الحمدلله على السلامة .

    قصص ولا في الخيال .. ربنا يحفظك يارب ويبعد عنك الشر .

    ردحذف
  2. لحظة ما الموت بعدني عن طريقه،، كان الكل مغمض عينه!!!
    ................................

    رائعة رددتها كتير قوووووووي

    لولا

    ردحذف
  3. السلام عليكم

    بصراحة البوست وضعني في حالة خاصة من التأثر (الإيجابي طبعا) أو الاستمتاع (إن جاز ذلك مع الموضوع المطروح).. وصفك كان مميزا جدا ومعبرا بدقة عن تلك اللحظات الحاسمة..

    من حظ كثير من محبي القصة أن يقع أصحاب القلم المعبر في مثل تلك المواقف حتى يصفوا ما يعجزوا هم عن وصفه من مشاعر حساسة ودقيقة في مواقف فاصلة أكثر دقة وأكثر حساسية..
    تماما كما كان يرجو سيدنا (عمرو بن العاص) أن يشهد أحد المفوهين أثناء موته حتى يصف له سكرات الموت..
    طبعا موقفنا هنا مختلف لكن هذا المثال الذي حضرني ليعبر عما أقصده.. (وربنا يديكي طول العمر مع صالح العمل يا رب).

    كفاية كده وهكمل تعليقي قي الفيس بقى.

    ردحذف
  4. سبحان الله
    ربنا كاتبلك عمر
    الموقفين اغرب من بعض
    ربنا يبعدك عن اى شر ويديكى طوله العمر يارب :))

    ردحذف
  5. ربنا كتبلك عمر جديد علشان تشوفي الكومنت بتاعي يا رحاب هههههه
    ربنا يحفظك ويرعاكي دايما إن شاء الله يا رحاب
    الاهم إننا نتعلم من المواقف اللي بتحصلنا في حيتنا وما تمرش علينا مرور الكرام والموقف بتاعك فيه تنبيه وموعظه

    ردحذف
  6. ياااه يا رحاب
    حمدالله على سلامتك يا حبيبتى
    وان انكتب لك عمر جديد
    يارب تقضيه فى طاعة الله وشكره

    ردحذف
  7. انتي كده واضح والله اعلم انك بسبع ارواح :)
    طبعا بهزر
    بس لسه اجلك ماجاش وقته
    والحمد لله على السلامة
    يمكن من حسن حظنا علشان نتعرف عليكي
    اجلك منتهاش علشان لسه رسالتك في الحياة منتهتش
    تحياتي

    ردحذف
  8. سبحان الله اللى انتى بتحكيه ده حصل معى
    حكاية لا اريد ان اتذكرها
    لكن خلاصتها شاب صديقى غرق فى لحظة امام عينى

    ردحذف
  9. وجع البنفسج

    ونعم بالله،، :)
    ربنا يكرمك يا حبيبتي،، يا رب
    أنا نفسي لما بفتكر.. بحس إني كنت في فيلم :)
    نورتي يا جميل

    ردحذف
  10. لـــولا وزهـــراء

    تصدقي لما رجعت قرتها تاني
    بعد ما لفتي نظري لها.. لاقتها حلوة اوي :)
    أنا مافيش مني انتين اصلا :)) .. ههههههههههههههههههه

    نورتي يا جميلة :)

    ردحذف
  11. ماجد القاضي

    تعرف،، إني كل ما أفتكر الموقفين دول،،
    بحس إني كنت بطلة فيلم،، :))

    والله بجد مش متخيلة إني خرجت سليمة منهم
    أنا بعده تأكدت إن الموت،، بيعد الناس عن طريقه
    لنه جاي لحد معين،، في ميعاد معين،،
    ومهما كنت قريب،، وهو مش عايزك،، هاتعيـــش

    تجربة أدتني خبرة راعة بصراحة
    ممكن في أي قة أوصف احساس حد ميت :))

    ننورتني أخي الكريم
    وربنا يعزك على الدعوة الحلوة...
    آميــن يا رب،، ولك بالمثل!

    ردحذف
  12. Bent Men ElZaman Da !!

    آميــن يا رب العالمين،، ولكِ بالمثل!
    والله أنا كل ما أفتكرهم
    أستغرب إني لسه عايشة أصلا :))
    بس إيه بقى،، عمر الشقي بقي!

    ردحذف
  13. mohamed saaid

    هو أنت محمد سعيد،، اللي هو محمد سعيد
    ولا أنت محمد سعيد،، غير محمد سعيد؟؟!
    عشان تفرق بقى معلش :))

    هو لو أنت محمد سعيد،،
    أكيد عارف إنها فرقت معايا كتير
    ولحد النهاردة مأثريمن فيا جدا

    لكن لو مش أنت محمد سعيد،،
    فأحب أعرفك إن الموقفين دول بجد،،
    غيروا جوايا حاجات كتير

    ولو أنت محمد سعيد،، أو مش أنت محمد سعيد
    حصلنا البركة في الحالتين :)

    ردحذف
  14. موناليزا

    الله يسلمك يا موني يا رب
    وآمين يا حبيبيتي،، ولكِ بالمثل!

    نورتيني يا جميلة :)

    ردحذف
  15. مصطفى سيف

    ههههههههههههههههه
    وانت الصادق،، قصدك أني لسه عايشة
    عشان عمر الشقي بقي :)))

    أكيد ربنا له حكمة في إني لسه ما موتش
    أكيد له حكمة،، غير عذابي بالدنيا :))

    نورت يا دكترة

    ردحذف
  16. ابراهيم رزق

    ربنا يرحمه يا رب
    ويغفرله ويسكنه فسيح جناته
    كان ممكن،، دلوقتي أكون مكانه وبيترحم عليا
    بس هو لاقى اللي يترحم عليه وهو ما يعرفوش
    يا ترى لما أكون مكانه،، هلاقي اللي يترحم عليا!!!

    ردحذف
  17. والله اكثر من رائعة ، سلمت يمناك يا بلدياتي

    ردحذف
  18. أبــــشــــر بــــخيــــر

    أبشر حللت أهلا ونزلت سهلا
    منور البست،، والبلوج كله والله
    وبعدين ده بعض ما عندكم :)

    ردحذف

خلل براحتك من غير انتظار .. فتافيت أصلاً بتحب الخيار