21 يونيو 2011

21- عطـــر المــوت،،!

:
:

ده البوست الــــ21
في حملة التدوين اليومي،،!
عطــر المــــــوت،،!
قصـة قصيـــرة!




وقفت والحيرة تتلاعب برأسها، ترى أي عطر تختار؟!.. أمسكت بتلك الزجاجة الحمراء، تفحصتها وأعادتها لمكانها أعلى ذاك الرف؛ فليس لديها أي رغبة بأن تكون ليلتها بنكهة التوت البري..!، داعبت بأناملها الحانية خصلات حريرها الأسود المنسدل على أغلب جسدها، وعادت تستكشف كل العطور، وما أكثر ما تملك منها!!، أخيراً وجدت ما تريد.. هذه الزجاجة!، فتحتها وقطرت سائلها بمغطسها الرحيب، ومزجته بمائه الدافىء حتى امتلئ برغوة كثيفة وامتلئت أرجاء المكان برائحة المسك والصندل!!، لملمت حريرها الطويل ببعض مشابك الشعر، وغطست بنهرها العطر، وراحت تعبث كالأطفال بالماء... فأمطرت أرضية المكان بالرغوة الدافئة... كم تعشق أن تنهي يومها المتوتر بمثل هذا الحمام!!، حتى أنها تنفق الكثير من الوقت لتفرغ منه، كما تنفق الكثير من المال على اقتناء عطورها الفواحة!.

هنا على باب غرفتها تقف بخوف، تتقدم خطوة وتتراجع ثلاث، هي لا تريد أن تستسلم له، ولكنه آت لا مفر!!،.. فكرت لثوان بأن ترجع لأحضان عطرها الدافئ حتى الصباح، ثم قررت أن تقبع بسريرها، فلن يجدي الهروب من معركة الليل المحتملة، إن كانت حرب النهار أكيـدة لا محال!!، داهمها النعاس وكلما أطبقت جفونها تعود لتفتحها بسرعة، ولكن تلك المرة أغلقتها ولم تقوى على الفتح ثانية..!، غرقت بنوم عميق هادىء، حتى جاء هو بنفس المكان.. ونفس النظرة، بنفس الإصرار.. ونفس الشوق والرغبة!!..، حاولت أن تستيقظ ولكن كل أبواب الرجوع مغلقة بأمر السلطان!.

بدأت المعركة.. راح يلاحقها بسهامه القاتلة؛ التي تدغدغ إحساسها وتضعف قواها.. فتقاوم بكل صمود، تخشى أن يلمسها فتخر مستسلمة له!!، فرت بعيداً عنه.. فأمسك بأطراف حريرها المتطاير خلفها، آه.. فكم تلعن ذاك الشعر الطويل!!؛ جذبها له، وصوب نظراته الساحرة لها، كماء عذب يجري بأرض عطشى ملئتها شقوق الظمأ، فأبدل صلابتها لين...!!، رفع كفيها الناعمين له وراح يلثم أناملها، شعرت بدفء أنفاسه؛ فسحبت يدها بسرعة ودفعته بعيداً عنها، وأخيرا استطاعت الإستيقاظ!، تنهدت مبتسمة؛ كمحارب منتصر أنهكه وطيس المعركة!.

بأقل من ساعة كانت قد انتهت من هندامها، وأصبحت بطريقها للعمل، هنا على باب المكتب تقف بخوف، تتقدم خطوة وتتراجع ثلاث!!، أخذت نفسـًا عميقـاً إستعداداً لمعركة نهارية جديدة معه!!، دخلت متجاهلة وجوده، وجلست وكأنها ستبدأ بمهامها..، فعندما استلمت عملها بهذه الشركة منذ قرابة العام، كان هذا المكتب لها وحدها، وكان الوقت يمر ثقيلاً مملاً، وكأن الوحدة أقسمت بألا تفارقها أينما وجدت!، حتى أخبرها صاحب العمل بأن هناك زميل سيشاركها أياه، فرحت ولم تبدي أي استياء، لعله يقتل ذاك الملل الرتيب، ولم تتوقع ولو لثانية أن يكون هو سبب شقائها ليلاً نهاراً!!، عندما أتى ليستلم عمله كان خجولاً للغاية، ويبدو عليه الالتزام.. وأطمئنت له عندما عرفت إنه متزوج وأباً لثلاثة أطفال، ولكن سرعان ما اختفى الخجل، وتبدد الالتزام، وتلاشت الطمئنينة من قلبها.. بمجرد أن وصلت له تلك المعلومة، أن هذه الساحرة المثيرة التي تشاركه المكتب، مطلقة منذ خمسة أعوام، فبدأت المأساة!!.

لم ترفع عيونها من على سطح مكتبها.. إلا عندما وضع عامل -البوفيه- فنجان قهوتها الصباحية، ليقع نظرها عليه.. يصوب نظراته الساحرة لها، تخترق ملابسها، توخز جسدها، فتؤلمهــا..!، ارتبكت وتوترت ككل يوم، فلم تعد تملك المقدرة على التركيز بعملها، حتى ذلك المشروع الهام والعاجل، ظل حبيس الأدراج منذ أسبوع ولم تبدأ به بعد!، وزاد التوتر عندما صفعها عطره المثير قبل أن يقترب منها ليبلغها أن صاحب العمل قرر أن يجتمع بكل مهندسي الشركة بعد ساعة..!، ولم تكن هناك حصيلة لهذا الاجتماع إلا مكافئة له على نشاطه بيومين أجازة، وتوبيخها بسبب تأخير رسومات المشروع، والتأكيد عليها إن لم تسلمها خلال ثماني وأربعين ساعة كحد أقصى سيُتخذ معها الإجراءات اللازمة!.

ورغم غضبها من مكافئة المتسبب في تقصيرها، إلا أنها مرتاحة كون هناك ما يجبرها على التركيز وبنفس الوقت يحميها منه ومن معاركه المميتة، التي قد لا تقوى عليها بعد ذلك!، ومرت تلك الساعات الثماني والأربعون، مابين رسومات المشروع، وأحضان عطورها الدافئة بجلسات استجمامها اليومية!، لا نوم.. لا معارك.. وتستعين بالقهوة على المواصلة حتى تنهي المهمة.. ولكنها لم تتمكن من إنهاء الرسم بعد كل هذا!، فأجبرها صاحب الشركة على البقاء بالمكتب بعد إنصراف العاملين؛ حتى وإن بقت لمنتصف الليل لتخلص منها كاملة بهذه الليلة!!.

كانت قواها قربت على النفاذ، فلم تنم منذ أكثر من يومين، وقد أرهقها ذلك التركيز المركز!، وعندما شرف الليل على المجيء كانت لاتزال بالمكتب، ترسم بضعف وتحتسي القهوة.. وتقاوم بإعياء شديد، حتى بدأت الخطوط بالتداخل.. والألوان بالتضارب من حولها!؛ فأغمضت عيونها علها تستعيد بعضًا من تركيزها وعندما فتحتها من جديد وجدته واقفـًا بنفس المكان.. ونفس النظرة، بنفس الإصرار.. ونفس الشوق والرغبة!!..، وراح عطره المثير يعصف بأرجاء المكتب!، لم تعد تفهم ... لم تعد تعي.. أين هي؟!،.. وأي معركة هذه؟!!، أمسكت برأسها... تقاربت الجدار، وتلاشت الألوان، فسقطت على الأرض مغشيًا عليها!.. وما إن شعرت بدفء أنفاسه تتسلل لداخلها.. انتفضت ودفعته بعيداً عنها، فتنهد هو مبتسمًا؛ كمحارب منتصر أنهكه وطيس المعركة!.. وكان قد امتزج عطره المثير بعطورها الدافئة!!، لملمت ما تبقى منها، وتركت رسوماتها وفنجان قهوتها، وهرولت للخارج مسرعة!.

ملئت مغطسها بالماء، وأفرغت به كل عطورها الفواحة، وراحت تعبث كطفلة مشاغبة، حتى إنها أغرقت كل ما حولها بالرغوة الدافئة!!، أنفقت وقتـًا طويلاً لتفرغ من حمامها، وهنا على باب غرفتها تقف بثبات.. لتدخل بخطا مستقيمة.. فلقد قررت الإستسلام له، أخذت تلك الحبوب المنومة واحدة تلو الأخرى، حتى أفرغت العبوة عن بكرة أبيها!!،.. وخلدت لسريرها تنتظره، غرقت بنوم عميق جداً وهادئ للغاية!!.... مر الوقت حتى أزعج عطرها الجيران، وأبلغوا الشرطة فكسروا بابها؛ وكانت هي مستسلمة تمامًا.. وقد فرت كل عطورها هاربة... ولم يبقى بغرفتها سوى عطــر المـــوت!!।

-تمــت-

:

عندي مشكلة في النت،،

مش عارفة أرد على كومنتات ولا أتابع،،

وداخلة من بره البيت،، عشان أنزل البوست!!!

هناك 11 تعليقًا:

  1. ايه ده خلتيها انتحرت لييييييييييييه

    :(

    القصة مكتوبة حلو بس ليه النهاية السودة دي
    ماخليتيهاش ليه تديله درس عمره
    وان اي بني ادم لازم يحترم خصوصية اي مطلقة
    ومش كل مطلقة مستباحة

    ردحذف
  2. علقت عليها في الفيس بس احط التعليق تاني هنا

    وكأن بطلتك كتب عليها الا تعرف السعادة في صحوها او نومها
    في حياتها او مماتها
    اميرة العطور المغلوبة على امرها قاومت حتى غلبها الموت
    قاومت حتى مات الجلد والمثابرة قاومت حتى قتل الحلم
    ...ارادات لعطرها ان يقاوم شذى عطره لكن الحرمان و الجوع اسراها
    حرمان وجوع ساروا بها في طريق الجنون حملوها بعيدا عن الحياة الى مأوى الضياع طريق واحد ليس فيه رجوع
    رحاب قصتك تتعدى مرحلة الروعة والابداع وتخطيتي منطقة الاحساس الرائع واعجبني تأثرك بشخصيتك فصرتي مندمجة في شخصها متقمصة اياها تتكلمين بلسانها فلمست كلماتك قلوبنا باسهل الطرق احسنتي

    بالنسبة لمشكلتك في النت لو بس في الكومنتات انا عارف سببها وليها حلين
    الاول انك تستعملي متصفح تاني بدل الاكسبلورر او الفايرفوكس ويا ريت يكون اوبرا
    الحل التاني انك تخلي التعليقات في صفحة مستقلة
    دي مشكلة متصفح لو كانت قاصرة بس على الكومنتات
    تحياتي

    ردحذف
  3. ):

    ليه

    بس هو السبب

    برغم الحزن الرهيب من القصة

    لكن اتقنتى الحبكة تماماً

    ردحذف
  4. جميله جدا
    جددة جدا
    ساااحرة جدا جدا جدا

    رغم ان النهايه صادمه وكان ممكن تبقى اى حاجه تانيه غير كدا
    الا انها فى مكانها
    مش عارف اقول ايه بس انا عشت مع القصه قصه

    بجد تسلم ايدك

    ردحذف
  5. شمس النهار

    مش عارفة بس حسيت نها كده واقعية اكتر
    للاسف احنا في مجتمع،، شايف ان المطلقة ملكية عامة!!
    نورتي يا باشمهندسة :)

    ردحذف
  6. موناليزا

    ميرسي يا موني يا قمر :)

    ردحذف
  7. مصطفى سيف

    تعرف يا دكترة اني بحب جدا الكومنتس بتاعتك
    عشان بتكون غير اي كومنت بيجي ،، دايما بيضيف للبوست
    وبالنسبة لموضوع الكومنات والمشكلة
    دي كانت مشكلة نت اصلا،، مافيش نت عندي في البيت
    ولسه الشركة النهاردة عطتنا الرضا السامي
    ورجعت النت تاني ،،،!!!!

    وتاني تاني تاني،، راجعين للحملة تاني
    بس عندي تأخير بوست،، وما تابعتش حد
    وماردتش على الكومنتات :(

    ردحذف
  8. Ramy

    ايوة هو السبب
    والسبب الاكبر،، مجتمعنا اللي فيه
    المطلقة مستباحة وملكية عامة للشعب!!!!!!

    وجميل ان القصة عجبتك
    دي اقل حاجة عندي على فكرة :))

    نورت يا رامي

    ردحذف
  9. تاكاشى

    ربنا يخليك يا رب
    انا لما نزلتها ع الفيس برضو قالوا زيك
    كان ممكن النهاية تكون احسن من كده
    بس اصل لو ما نتحرتش البطلة،، فهي كده كده ميته خلاص
    اللي حصلها هايخليها عايشة ميتة ع طول
    عشان كده انا حبيت اريحها خالص

    وميرسي جدا على الكومنت اللي اسعدني جدا
    نورت البوست يا تاكاشى :)

    ردحذف
  10. انا شمست حتى العطر والله

    القصة دى بجد حلــــوة اوووووووى

    من اجمل الحاجات اللى قريتها من فترة على النت

    عشت فيها بشكل مش معقول

    مُدهشة

    ردحذف

خلل براحتك من غير انتظار .. فتافيت أصلاً بتحب الخيار