28- مسلمــون حــول العـالم،، الجزء الثالث!

:
:
ده البوست الــــ 28
في حملة التدوين اليومي،،
مسلمـــو زنجبـــار وتنزانيــا!!،،
أغلبية مهمشـة،، وأقلية شرسـة،،!!
:

تقع (زنجبار) شرق أفريقيا على المحيط الهندي، هي مجموعة من الجزر عددها حوالي 52 جزيرة، أكبرهم جزيرة (زنجبار) وجزيرة بمبا، وتبعد عن (تنزانيا) تنجانيقا سابقاً 36 كم، وكان اسمها (بَر الزنج)، وبعد كده بقى اسمها (زنجبار)،، وعدد سكانها حوالي مليون نسمة، 98% منهم مسلمون، والبقية مسيحيون وهندوس،، وأصول المسلمين - بالإضافة إلى الأصل الأفريقي- تعود إلى عمان وفارس والهند وباكستان، وهي دلوقتي جزء من الجمهورية الاتحادية اللي اسمها (تنزانيا) بعد ما احتلتها تنجانيقا في 12 يناير 1964م، وتم تغيير الاسم إلى (تنزانيا) اللي هو جمع ما بين الاسمين (زنجبار) وتنجانيقا،،!

كانت (زنجبار) أرض مسلمة من القرن الأول الهجري، عن طريق الهجرات العربية والشيرازية إلى شرق القارة الأفريقية في عهد الدولة الأموية،، حكمها العرب العمانيون حوالي ألف سنة،، وزادت قوتها وبقت مملكة إسلامية لها وزنها لما طردوا البرتغالين،، وتصدوا لحرب صلبية شعواء، وبعد كده بقت قبلة لهجرات عربية واسعة، من الجزيرة العربية واليمن، ده غير الآلاف من الهنود اللي اشتغلوا بالتجارة، وكانت (زنجبار) قوية جدا من الناحية الإقتصادية، لحد ما ربنا بلاها بالاحتلال البريطاني اللي مزق المملكة، ومهد السبيل لإنشاء جمهورية (تنزانيا) بعد ما تم ضم (زنجبار) -قسراً- مع منطقة تنجانيقا عام 1964،، وكانت مذبحة سجلها التاريخ في حق المسلمين على يد أحد القساوسة وأعوانه!،، ولكن الآثار العمرانية الاقتصادية في (زنجبار) ما زالت شاهدة على الأخوة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ بين الأرضين العمانية والزنجبارية الإسلاميتين،،!،، ده غير إن الوجود العربي في جزيرة (زنجبار)،، سبق ظهور الإسلام فيها أصلا،،!

المسلمين في (زنجبار) 98%،، ومع ذلك تم تهميشهم بشكل مجحف في كل مناحي الحياة،، ومحرومين من الوصول إلى أي منصب يكون له حق في صنع القرار،، حتى إن في سنة 2001 ورغم أن الأغلبية مسلمة تم تعيين وزير مسيحي لرئاسة الوزارة الخاصة بالشؤون الدستورية وهى اللي بتقوم بإدارة الإفتاء والأوقاف والمحاكم الإسلامية في (زنجبار‍)،،!!،، ده غير إن الشباب المسلم هناك محروم من فرص التعليم والمنح الدراسية والحياة الأكاديمية اللي بيتمتع بها الشباب المسيحين بلا حدود،،!

هناك اضطهاد قوي للعقيدة الإسلامية،، في عام 2001 برضو تم إعتقال الشيخ الإمام محمد الخامس،، من أحد المساجد بسبب إنه فسر الفرق بين العقيدة الإسلامية والمسيحية،، والفرق الجوهري بينهم،، من حيث إن الإسلام نفى الصلب عن سيدنا عيسى،، في وقت إن المسيحية بتأكد صلب السيد المسيح،، وكانت تهمته هي إهانة السيد المسيح لأنه نفى عنه الأولهية!!

وقامت ثورة من شباب (زنجبار) المسلمين احتجاجا على الحكومة التنزانية اللي بتسعى بكل طاقتها،، لمحو أي آثر إسلامي بالجزيرة،، وتم قتل منهم الآلاف ضربا بالرصاص واتسجن منهم كتير جدا،، ومع ذلك بيصروا ليومنا هذا على الإستقلال وعودة الهوية الإسلامية لــ (زنجبار) المسلمة،،!

المسلمين في (تنزانيا) ككل حوالي 75%،، وطبعا لا يختلف الحال فيها عن (زنجبار)،، لأن العلاقة بينهم علاقة الكل بالجزء،، وبيعاني مسلمين (تنزانيا) نفس معاناة الشعب الزنجباري،، الفقر الأمية التهميش،، ندرة المدارس الإسلامية،، يمكن الوضع تغير قليلا بعد ما تولى الرئيس (جاكايا كيكويتي)،، لأنه أول رئيس مسلم يمسك البلد،، رغم إن الأغلبية الساحقة فيها مسلمين،، لكن فضلت الأقلية هناك شرسة وذات أنياب،، ورافضين أي ظهور للإسلام في الجمهورية،، حتى إن (تنزانيا) بتشهد أقوى حملات التنصير في العالم على الإطلاق،، وده بسبب فقر المسلمين المضجع وأميتهم وندرة وجود المساجد أو المدارس الإسلامية،،!

هم هناك ناطقين اللغة السواحلية بالإضافة إلى اللغة المحلية وفي المصالح الحكومية الإنجليزية،، فبالتالي في صعوبة بالغة في تعلم تعاليم وشعائر الإسلام،، هناك ندرة كبيرة في أعداد المدارس الإسلامية اللي بتهتم بالعلوم الإسلامية، زي،، القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لأنها بتقوم على الدعم الذاتي،، وفقر المسلميين هناك مأثر جداً طبعا،، ده غير إن ممنوع بالمدارس الرسمية تدريس أي شيء إسلامي،، وواكب النقص ده نقص شديد في إعداد المعلمين القادرين على الوفاء بمتطلبات الدعوة الإسلامية، وكل ده أثر بصورة واضحة على درجة وعي المسلمين بدينه،،!

في نفس الوقت منظمات التنصير بتعمل بشكل رسمي تحت لواء الكنيسة الإنجيلية واسعة النفوذ هناك،، وبتطبع الكتاب المقدس وتعاليمه بكل اللغات نظراً لتوافر المال والسلطة والعلم لديهم،، وبيتم توزيعها على المناطق الإسلامية،، مع الضغط على وتر الجوع والفقر عندهم!!،، ومع ذلك وتطبيقاً لقول الله عز وجل في سورة الصف الكريمة (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)،، تمشي في شوارع (تنزانيا) تلاقي المشهد المألوف هو السيدات والفتيات المحجبات،، بيعملوا مدارس إسلامية من الطين والخشب،، عشان يقدروا يقاوموا خطر التنصير اللي هاجم البلاد،، فالمسيحية لم يكن لها أي وجود لا في (زنجبار) ولا (تنزانيا) ككل من 150 سنة،، ومع ظهورهم وتحالفهم مع الإحتلال البريطاني،، بقوا قوة ومع الوقت أصبحوا الأقلية الشرسة ذات النفوذ والسلطة والمال،،!!

من أسوء ما يحدث هناك إن المدن والمناطق المسلمة،، تعتبر مناطق نائية بدائية،، بلا مرافق لا ماية ولا صرف صحي ولا كهربا،، وده طبعا مش موجود في مناطق الأقلية المسيحية،، ممنوع دراسة المواد الدراسية الإسلامية في المدارس،، نادراً جداً تبوء مناصب حساسة للمسلمين حتى بعد تولي الرئيس المسلم!،، ممنوع منح أي طالب مسلم منحة دراسية أو إرساله بعثة للخارج!،، مصاريف المدارس هناك في العام الواحد حوالي 30 ألف شيلن،، والمسلمين أصلا مش لاقين ياكلوا،، فبالتالي نسبة المسلمين اللي مابيعرفوش يقروا خالص تخطت الـ 50% من عددهم،، ودي كارثة لأن النسبة دي غير واعية بتعاليم الإسلام بشكل سليم،، فسهل جدا وقوعها ضحايا لعمليات التنصير الشرسة والممنهجة،،!!

رغم إننا مش حاسين بيهم أصلاً،، إلا إنهم داعمين لكل القضايا الإسلامية،، وبيخرجوا دايماً في تظاهرات دعم للقضية الفلسطينية،، وأيام غزو العراق طلعوا بالآلاف ينددوا باللي بيحصل،، ولما بوش عمل زيارة لـ (تنزانيا) استقبلوه بمظاهرات شديدة قوية،، ولوحات مكتوب عليه غير مرحب بسارق النفط،،،!

ملسمين (تنزانيا) ككل محتاجين دعم مادي،، محتاجين علماء إسلامين ناطقين بالسواحلية،، محتاجين كتب إسلامية مترجمة للسواحلية،، محتاجين مصاحف مترجمة،، محتاجين دعم كل الدول الإسلامية،، لأن الأقلية الشرسة هناك واقفة عائق حتى ضد إنضمام (تنزانيا) لدول المؤتمر الإسلامي!!،، كمان مسلمين (زنجبار) طبعا ده كله محتاجينه لكن كمان بشكل خاص ليهم علينا حق الدعاء ،، من أجل استقلالهم وعودة مملكة (زنجبار) الإسلامية العظيمة ذات السيادة الإسلامية الحرة،، والقوة الإقتصادية السابقة،،!!