إلى أن جاء ديسمبر..!

:

وأخيراً أطل الشتاء..

بعد ذاك الصيف الرتيب.. بحرارته القاسية..

التي تلفح مشاعري.. فيتبخر إحساسي..

وتتصدع جدار القلب.. تملؤها الشروخ..

فتهجرها الحياة، ويهرب من بين ثنايا قلبي النبض..

وككل صيف؛ جسد بلا روح أغدو لنهاية الفصل.

حتى ينابيع الدمع تنضب؛ فتبيض العيون..

ويكسو مدينتي الظلام؛ بضياء شمس غطيسة السواد..

تخنق ألوان الطيف؛ كدواية حبر تهتك ورقة بيضاء

بلا شفقة.. دون ذنب!!.

:

:

:

تتدفق سيول الحزن..

تتلف كل السهول، تُغرق مدينتي..

بمـاء أسود..

وظلام أسود..

وريح أسود..

فتبدو كمدينة الأشباح

سوداء.. مهجورة مفزعة..

يغمرها اللاشـيء!

عدا هذا الحزن.. يسكن كل أرجاءها

ينتحب، يصرخ... رثاءً

لحياة كانت هنا.. وفرت من وحشة الصيف!

كم أكرهه مشهد!!؛..

عندما تفرض الشمس ولايتها على السماء..

ملكة باطلة، بسلاح ناري؛ توجت عنوة..

وخوفاً.. تداهنها الطبيعة زاعمة أن؛

كل الطيور تغرد..

كل بحور ترقص..

كل السهول تورد...

ووحدها مدينتي؛ تتصدى..

فتتلاشى في صمت..!

حزن مكرر..

موت مكرر..

نهاية مكررة.. ككل صيف.

:

:

:

شهور عجاف.. ثقيلة الخطوة تمر..

حتى تهل رسل ديسمبر.. نسمات شمالية

تطفئ لظى الصيف، تختصر هجيره الأحمر الطويل

لخطوط زرقاء.. باردة منتظرة..

تزين ضفائر السماء.. لتطول أكثر وأكثر..

فتتسلل الحياة لروحي..

تحطم أغلال الموت.. فأحيي من جديد.

وبشراسة أنثى..

تتمرد السماء على ولاية الشمس..

بستار ضبابي.. مرصع بسلاسل البرق

تعلن عليها الحرب.. تخنقها بتؤدة،.. تتلاشى

فيشيعها الرعد.. بتراتيل الوداع..!

وبمفاجأة غير مفاجئة.. تتفجر الأمطار

لألئ النصر المباركة.. تهبها السماء للأرض

تشدو بنداء الحياة.. فتُبعث ألوان الطيف

تحمل عرش الشتاء.. الملك العائد بالفرح.!

:

:

:

بعطاياه الكريمة؛ يروي مدينتي..

يداوي شروخي.. يزين جداري برداء أبيض مضيء

ورغم برودة ثوبي، تجري دماء قلبي...

فتُقرع طبول النبـض..!

يخرس الصراخ، ويرحل النحيب..

وتعود طيور الأمل المهاجرة محلقة بسمائي..

ترفرف بأجنحتها.. تبعثر ذرات الحزن!

تغرد بأصواتها.. لتهشم أصنام الصمت!

تعلو وتهبط....

تملئ أروقتي بصخب الحيــاة..

تسري الروح بشرايني...

فيعاد تكويني.. من بعد تكفيني!!.

25-12-2010

::