28 أغسطس 2011

ماذا لو لم يُحاكم سليمان خاطر؟!

............


من أفضال ثورة 25 يناير المباركة؛ انعاش ذاكرة الشعب المصري بحد كافي لينكأ جرح الشهيد سليمان خاطر، طبعاً أنا أحسبه شهيد إن شاء الله -ولا أذكي على الله أحد-، لأن عقلي واستعابي لا يهضم أبداً أنه أنتحر!، لمن لا يعرف البطل سليمان خاطر فهو.. سليمان محمد عبد الحميد خاطر (1961 - 1986) من أبناء محافظة الشرقية، أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري كان يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل عندما اصاب و قتل سبعة إسرائيليين في الخامس من أكتوبر عام 1985م عندما حاولوا التعدي على الحدود المصرية!.
تمت محاكمته عسكريا، وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار، وصفته الصحف الموالية للنظام بالمجنون، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة. بعد أن صدر الحكم علي خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة..
إن كان بإمكاننا الرجوع بالزمان والمكان لسيناء عام 1985، وبعد أن قتل وأصاب البطل سليمان خاطر الجنود الصهيونيين، ولكن غيرنا بالواقع إنه لم تتم محاكمته وأخذ مجرد لفت نظر، ثم تم تكريمه شعبيا لأنه بطل حافظ على سيادة بلاده على أرضها، أعتقد أن وقتها كان مستقبل مصر سيتغير رأسا على عقب!
أول ما كان سيتغير هي نظرة إسرائيل للسيادة المصرية على أرضها، لتعرف أن تلك الحدود خط أحمر لا يجوز أن تتخطاه أبداً!، فمن أجمل ما قال البطل سليمان خاطر (هو السلاح الميري معايا ليه؟، عشان أرقص به عشرة بلدي، ولا عشان أدافع عن بلادي؟!)، كانت ستكون إسرائيل على يقين بأن أسلحة الجنود المصرية للدفاع عن البلاد، وأن الغرض منها لم يكن الديكور أو الشوو!
ثاني أمر، أعتقد أن أحداث الأمن المركزي لعام 1986 كانت لن تحدث!، وهذا من وجهة نظري الشخصية جداً، فلم يُذكر أن الجنود انتفضوا بسبب سليمان خاطر، ولكن بالمنطق والعقل سليمان تم قتله أو كما تقول الرواية -الساذجة- إنه أنتحر في يناير 1986، وانتفض جنود الأمن المركزي في فبراير بنفس العام، أي بعد شهر فقط!، وأظن أن هؤلاء الجنود شعروا أنهم بلا قيمة لدى بلادهم، وأن دمهم رخيص جداً، وإن تعدوا الخط الذي رسم لهم، سيقتلوا وبعدها تقرير انتحار!، إن تلك الأحداث الدامية خلفت ورائها 7000 قتيل، لو لم يُحاكم سليمان خاطر، كانت تلك الدماء المصرية لن تراق على أرض مصر بأيدي أولاها!.
ثالث أمر، كان النموذج الرديء لجندي الأمن المركزي لن يكون موجود، فسليمان خاطر كان طالب بكلية الحقوق، متعلم وطني مثقف، والأهم من كل هذا كان ذكي وذو نخوة، وكل هذه السمات الرائعة جعلته بطل يرفض أي فعل ضد كرامة بلاده حتى وإن كان ضد الأوامر!، فبعد محاكمته وموته، تم العمل على أن يُمحى هذا النموذج نهائيا من ذاك الجهاز، وأصبح النموذج هو جندي (حرب أكتوبر 73 كانت سنة كام؟،، يرد يقول مش عارف!)، هكذا تم اختيارهم لتكن عقولهم ألسنة قادتهم، وأفعالهم أوامر بلا وعي، دون تدبر أو تعقل أو حتى تفكير!.
رابع أمر، بعد أن يكون النموذج (خاطر) هو الأكثر بالأمن المركزي، كانت الحياة السياسية في مصر ستكون أفضل حالا، لأن الأمن المركزي لن يكن مجرد إنسانا آليا يعمل بالريموت كنترول، بل كان سيصبح إنسان لحم ودم يشعر يفكر، يقيم ما يحدث، وسيخف عن عاتق السياسيين هموم التفكير في مواجهتم بكل واقفة احتجاجية، ولن يفكر أحد من النشطاء في هراواتهم ، وسيكون التفكير مركز فيما بعد الوقفة وهل سيعودوا للبيت، أم سيكونوا ضمن نزلاء لاظوغلي!.
خامس أمر، أعتقد أن ثورة 25 يناير كانت ستكون بتاريخ يسبق ما حدثت فيه، بأقل تقدير 15 عام!، لأن الجنود بالأمن المركزي، بأقل مجهود بالتفكير سيتحدون مع الشارع المصري، وبدلاً من حدوث انتفاضتهم وحدهم بعام 1986 التي دمرتهم ودمرت الشارع المصري معهم، كانت ستحدث انتفاضة شعبية من الشارع مع أفراد الأمن المركزي، الغير مغيبين عن الحياة والدنيا، وكان حالنا بأيامنا هذه، كحالنا بعد 20 عاما قادمين!.
سادس أمر، كانت مصر لن تكون في حاجة لظهور نموذج (سبايدر مان) البطل أحمد الشحات، ابن محافظة الشرقية أيضا، ليتسلق على الحائط، كي ينزل علم إسرائيل، لأن ببساطة ولو لم يُحاكم سليمان خاطر، لما حدثت كل الحوادث التي حدثت من سفك دماء مصرية على يد اليهود داخل حدودنا، وبعدها مؤتمر صحفي، تأسف -لا تتأسف- فيه إسرائيل عنما حدث!.
سابع أمر، كانت إتفاقية كامب ديفيد تلقائيا ستتغير، لأن لو النموذج (خاطر) لم يتم محوه، لكانت إسرائيل بنفسها طالبت بجنود الجيش على الحدود المصري، بدلا من جنود الأمن المركزي، ومع الوقت كان كل شيء سيتغير، وتصبح الحدود السياسية هي العسكرية، وكان التطبيع مع الوقت سيكون مجرد حبر على ورق، لأن كرامة مصر ستعلو، بعدما يتم تحقيق السيادة المصرية حقا وفعلا على حدودها، وتُفرض على إسرائيل احترمها رغما عن أنفها!.
كانت ،، وكانت،، وكانت،،،،!!، ولكن الواقع أن سليمان خاطر حوكم، ثم نحروه وقالوا أنتحر، من الذي قتله أو من سهل على قاتله قتله وتواطئ معه؟، أعتقد أن كل هذا سيتضح قريبا إن شاء الله، والله لو لم يكن هناك تهمة للنظام البائد ليعاقب عليها، فيكفي مأساة سليمان خاطر وما جرته على مصر من خراب ليُعدم على فعلتها!، ربنا يرحمك يا سليمان يا ابن بلدي!.

هناك 10 تعليقات:

  1. رحم الله سليمان خاطر


    كل سنة و انتى طيبة
    عيد سعيد عليكى

    ردحذف
  2. كل العام وانت بخير
    جعله الله عيد خير وبركة

    ردحذف
  3. سليمان خاطر ..
    تم تحاشي ذكره لسنين طويلة جدا ..
    و كانت المعلومات المتاحة او المتناقلة بشأنه محدودة للغاية .. و مغلوطة أحياناً .
    المقال دة جميل :)

    ردحذف
  4. كل سنه ومصر كلها بخير
    عيد سعيد

    ردحذف
  5. ابراهيم رزق

    اللهم امييييييين

    عيد سعيد،، مبارك
    بس من غير حسني مبارك :)))

    كل سنة وانت طيب يا فندم :)

    ردحذف
  6. جايدا العزيزي

    وانتي طيبة،، وعيد سعيد عليكي يارب :)

    ردحذف
  7. علي محمد رحيل

    أمين يا رب العالمين
    ولك بامثل ان شاء الله

    عيد سعيد على حضرتك وامة محمد عامة

    ردحذف
  8. قهوة بالفانيليا

    انتي الاجمل :)
    فعلا المعلومات كانت بالقطارة وغلط في مجملها
    كانوا مطلعينه مجنون ومريض،، وشوية ملبوس
    وحاجات ملهاش اي علاقة بالحقيقة،، قادر ربنا يرجعله حقه،،، كل سنة وانتي طيبة :)

    ردحذف
  9. mrmr

    امين يا رب
    ربنا يجعل ايامنها كلها اعياد
    ونفضل على طول في هنا واستقرار

    ردحذف
  10. سليمان خاطرجندي قاتل ل 7 سياحبمنطقة سياحية منهم 4 اطفال و قصر
    http://ar.mideastyouth.com/?p=38847

    ردحذف

خلل براحتك من غير انتظار .. فتافيت أصلاً بتحب الخيار