خصصت الأمم المتحدة
عام 1977 يوم الثامن من مارس من كل عام؛ عيدا عالميا للمرأة.. والذي تحول مع مرور الأعوام
إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.
وبهذه المناسبة قررت
نكأ جرحًا لم يندمل بذاكرة العالم؛ جرح ظل ينزف ربع قرن في صمت بقبو تملأه رائحة العفن؛
حتى تم اكتشافه في عام ٢٠٠٨ عندما فجع العالم بمأساة النمساوية "إليزابيث فريتزل"،
التي خطفها والدها عام ١٩٨٤، وحبسها بقبو قام بتجهيزه بمنزل الأسرة؛ حتى يتثنى له اغتصابها
على مدار ٢٤ عاما لم تر النور فيهم، وأنجب منها سبعة أطفال مات أحدهم وهو رضيع.. فتخلص
من جثته بالحرق!
تبدأ المأساة في
28 أغسطس ١٩٨٤ بمدينة آمتتشن النمساوية؛ عندما طلب "جوزيف فريتزل" من ابنته
"إليزابيث" ذات الثماني عشر ربيعًا أن تصاحبه للقبو لتساعده، فقام بتخديرها
وتقيد أطرافها وحبسها بهذا القبو، الذي قام بتجهيزه بعازل للصوت، ثم أعلن اختفاء ابنته
وبحثت الشرطة عنها كثيرا ولم تجدها ثم ظهر خطابا بخط يدها يفيد بأنها تركت البيت لتعمل
بمدينة بعيدة عن أسرتها؛ فأغلقت القضية على هذه النهاية.
وخلال تلك السنوات
العجاف أنجبت ابنتهُ من اعتداءه المتكرر عليها سبعة أبناء؛ أحدهم مات عندما كان رضيعاً
فقام جوزيف بإلقاء جثته بفرن المنزل للتخلص منها، وبالنسبة للأبناء الأخرون فثلاثة
منهم كانوا محتجزين مع والدتهم وهم "كريستين وستيفان وفليكس" البالغة أعمارهم
-عام ٢٠٠٨- ١٩ و ١٨ و٥ سنوات بالترتيب، أما الثلاثة الآخرين والذين يعيشون مع زوجته
أم إليزابيث "روزماري" هم "الكساندر وليزا ومونيكا" وقد قام بتبنيهم
رسمياً؛ حيث كان يضع الأبناء وهم رضع أمام باب المنزل ومعهم خطابا بخط يد ابنته بعدما
يجبرها على كتابته تخاطب فيه أمها لتطلب منها الاعتناء بصغارها!
وطوال تلك المدة لم
يراود الشك الأم؛ فحتى القبو الذي بات منطقة محرمة عليها.. أقنعها الزوج بأنه خصصه
ليكون خلوته ومكان راحته الذي لا يحب أن يقترب منه أحد، وأستخدم خبرته ككهربائي؛ فوضع
له قفلا إلكترونيا رقمه السري لا يعرفه أحد سواه؛ وفقا لشهود عيان فإن القبو عميق جدا،
بإمكانك أن تصرخ بأعلى صوتك هناك ولا أحد يسمعك أبدا.. مخيف؛ تنتشر به رائحة العفن
لعزله التام عن أي مصدر تهوية.. تبلغ مساحته حوالي ٦٠ متر مربع.. به غرفة نوم مطبخ
وحمام صالح للاستخدام.
وقد اكتشفت تلك المأساة
والانتهاكات المخيفة التي لا تَمُت للإنسانية بصِلة؛ بعد أن مرضت الابنة الكبرى
"كريستين" في القبو بأوائل عام ٢٠٠٨، وأقنعته الابنة إليزابيث -والدتها-
بأخذها إلى المستشفى، أما عن بقية الأبناء فكانوا في حالة صحية جيدة -مما يثير الاستغراب-
وقت اكتشاف الجريمة إلا أنهم شديدو الشحوب وقليلو الاستعاب!
وإن كانت تلك المأساة
قد تم كشف الحجاب عنها، فمؤكد أن هناك آلاف القصص التي مازالت في طي الكتمان، ففي يوم
المرأة العالمي؛ سلامٌ على "إليزابيث فريتزل"، وعلى كل إمرأة أخرى لا نعرفها..
عانت في عالمنا هذا؛ وكانت معاناتها قاسمة للروح بعد أن جاءت ممن كانوا السند والأمان.