الرسالة الثانية.. في حملة..
إشارة اعتراف...
قريب أنت لقلبي كضخات الدماء
وبعيد عني كنجمة تلمع بالسماء...
ساحر كقطرات الندى عندما تعلو الزهور
وكم أنت موجع كطعنة الحسرة وقتما تنزف لها الجفون!!
كنت ولازلت بحياتي تلك الجهة..
الواقعة خارج حيز الإدراك والحواس..
انقاد لها بلا إرادة حيثما كانت..
وأندفع بعيدا عنها أينما أرادت..
تقذفني لتجذبني من جديد..
ولا أدرك الاختلاف أو أجد الخلاص!!
تطرق دائما أبواب قلبي..
كزائر الفرح العابر والحنون..
تخط على ملامحي بحضورك أجمل ابتسامة
وتعطر الأجواء بعبق السعادة..
تعزف مقطوعة الأحلام بكل حرفة..
لنرقص على أنغامها سويا رقصة الحياة..
اعتلي قمة الخيال لتركلني أقدام الواقع لبئر الجنون!!
أحاول عبثاً محو ملامحك
الموشومة بالبصر والبصيرة..
أسافر بين الوجوه لأنسى لا بل لأتناسى
وكل وجه يطالعني برحلتي
يؤلمني..
يعذبني..
يقتلني..
لأنه لغيرك.. ليس وجهك
أعود من جديد لمرقدي..
وقد طُعنت فوائد السفر السبع بمرارة الفشل..
وكم أمقت إرادتي الهزيلة!!
ما أصعب الحب..
ولكن الأصعب انتظار إشارة الاعتراف!!
تعلمت أن الصبر جميل،
ولكل عملة وجهين؛
حقا جميل الصبر..
ولكن ما أقبح الانتظار!!
حضورك العابر نوه عاصفة لقلبي..
أصارع فيها الأمواج المتلاطمة
موجة تجذب زورقي لك..
والأخرى تلقي به لشاطئ المتاهة
وبين مد بحرك وجذره لا أملك الاختيار!
أحيانا يأتي الهدوء قبل العاصفة
وقد يليها مرات.. ومرات
ولكني على يقين أني بمرحلة الهدوء!!..
أقف متجمدة بقطبه البارد..
والشوق يصهرني..
أما للجليد أن يدركه الذوبان
أو تُخمد تلك النيران؟!!
أخفيتك سرا بداخل سراديب قلبية
بغرور أنثى احرقها وهج التكبر الخداع،
وتمر السنون..
سنة تلو الأخرى..
حتى صار السر كخنجر مستقر بمقتل..
إن تركته..
ميت معذبة بشدة آلامه..
وإن نزعته..
ميت منهكة بنزيف جراحه...
وقد نحرتني قسوة الاختيار..
ترى بأي درب أخطو للانتحار!!!
أعلم أني أحبك..
أكثر منك بدرجات ودرجات
إن كان لي بقلبك مرقدا وبحياتك وجود
أعترف بحبك على الملء..
لكل البرية والحضور.. أنت لي كل أحلامي..
ولكن هل لطيفي بين أحلامك وجود؟؟!
الآن وقد قُرعت طبول القرار...
لن أبقى مشتتة..
بين الوصل والفراق..
أنا من تدعي عبثاً..
قدرتها على التلاعب بالحروف والكلمات
قد ضاقت دفاتري.. ونفذ حبر الأقلام
أغمدت قلمي بجعبتي..
فلم تعد له قدرة على الاستمرار!!
لم يبقى عندي لك... سوى هذا السؤال..
هل تعني لك شيئا تلك الكلمات؟؟!
كلما سطرت مثلها تمر عليها مثلهم...
تقرأها دون قراءتي!!
ولكن اليوم انتظر منك إشارة الاعتراف...
فتعسا لقلبي ووهن إرادتي..
فحتى القـرار معـك
معناه الانتظار!!